Monday 13 April 2015

THE VIRTUOUS CITY OF AL-FARABI (AL-MADINA AL-FADILA LI AL-FARABI)

حول المدينة، والإجتماع، والسعادة

قد تحدث الفارابي عن أنواع المدن في كتابه [آراء أهل المدينة الفاضلة]۰ بدأ الفارابي البحث عن المدن من خلال كلامه عن السعادة، فالسعادة عنده أن تصير نفس الإنسان من الكمال في الوجود إلى لا تحتاج في قوامها إلى مادة۰ وأول ما يجب ذكره أن الفارابي يجمع في فلسفته بين العقيدة الإسلامية والأفلاطونية الحديثة۰
فلذلك لا يمكن أن يكون الإنسان ينال الكمال الذى لأجله جعلت له الفطرة الطبيعية إلا باجتماع جماعات كثيرة متعاونين يقوم كل واحد ببعض ما يحتاج إليه في قوامه فيجتمع مما تقوم به الجملة لكل واحد جميع ما يحتاج إليه في قوته أن كاملة يبلغ الكمال۰
إن الفارابي يرى أن الإجتماع الإنساني يأخذ صورا مختلفة فهو على وتيرة واحدة فهناك مجتمعات كاملة وأخرى ناقصة۰ المجتمعات الكاملة فمنها العظمى والوسطى والصغرى، والعظمى مثل اجتماع أهل معمورة على الأرض، والوسطى مثل اجتماع أمة في جزء من المعمورة في الأرض، والصغرى اجتماع أهل المدينة۰ أما الإجتماعات الناقصة فهو يقول في ذلك أهل القرية وإجتماع أهل المحلة وإجتماع أهل السكة أو الشارع وإجتماع أهل المنزل وهو أصغر الأجتماعات كلها۰

  المدينة الفاضلة
لقد إهتم الفارابي إهتماما كبيرا برسم ملامح وسمات المدينة الفاضلة، وكان هذا الإهتمام نتيجة لأنه شغل نفسه بقضية حصول الإنسان على السعادة۰ ولقد رأى أن سعادة الإنسان لا بد من رسم إطار سياسي يبين سمات تلك السعادة۰ ومن أجل ذلك بدأ في وضع أسس المدينة الفاضلة۰

أولا، إن المدينة الفاضلة تهدف إلى تحقيق السعادة للإنسان ويجب أن تقوم على الفكر۰ ثانيا، إنه يرى أن هذه المدينة الفاضلة ومع أنها تقوم على التعاون بين أفرادها من أجل تحقيق السعادة۰ ومعنى ذلك أن المدينة عنده لا تقوم على أهداف سياسية بل إنها تقوم على أهداف أخلاقية۰ ثالثا، وهو يرى أن وجود المدينة الفاضلة ضرورة تحتمها طبيعة الإنسان وذلك لأن الإجتماع الإنساني ضروري۰ ومما يؤكد ذلك ما قاله عن ضرورة الإجتماع حيث قال : (( كل واحد من الناس مفطور على أنه محتاج في قوامه في أن يبلغ أفضل كمالاته إلى أشياء كثيرة لا يمكن أن يقوم بها كلها يحده، بل يحتاج إلى قيم يقوم كل واحد منهم بشيء مما يحتاج إليه۰))

    رابعا، يرى أن المدينة الفاضلة يجب أن يسود بينهم التعاون ولذلك فهو يشبه المدينة الفاضلة بجسم الإنسان الذي نتعاون أعضاؤه كلها من أجل تحقيق الحياة الفاضلة۰ وهو يرى أيضا أنه لا مانع من وجود تفاوت بين أهل المدينة وحالهم، لأنه في ذلك يشبه حال أعضاء البدن التي تتفاوت في وظائفها وشرفها۰ وبالإضافة، أن المدينة تنبغي أن تشتمل على إنسان يكون هو المحور الذي يدبر أمور المدينة وهو في ذلك يشبه القلب بالنسبة للإنسان۰


خامسا، إن الفارابي حين يتحدث عن رئيس المدينة الفاضلة يعطيه أهمية كبيرة فهو في نظره يرى أن الناس يتفاضلون فيما بينهم على حسب قربهم أو بعدهم عن درجة۰ وهو يضع شروطا يجب أن تتوافر في رئيس المدينة الفاضلة۰ ويبدو من قول الفارابي أن الحكمة شرط أساس لكمال الرئاسة، فإذا من تلك الصفات، بقيت المدينة الفاضلة بلا ملك وكان لا بد من البحث عن شخص حكيم نفسه إلى القائم أو القائمين بأمر المدينة، فإذا جم يجد مثل هذا الشخص، تعرضت المدينة للهلاك۰

المراجع
۱- آراء أهل المدينة الفاضلة للشيخ أبي ناصر الفارابي
۲- أعلام الفلاسفة الإسلامية للدكتور جمال عفيفي
۳-http://democracy.ahram.org.eg/UI/Front/InnerPrint.aspx?NewsID=228

Artikel Terkait


EmoticonEmoticon